تتمثل أهمية الترجمة الأدبية في دورها الفعّال الذي تمارسه في أي مشروع تنويري وتقدمي، فالغالب الأعم للثقافة الإنسانية تختزنه الآداب. وقد أدى ازدهار سوق الكتاب إلى إيجاد حاجة ماسة للمترجمين المحترفين المتخصصين في الترجمة الأدبية، والترجمة الأدبية ليست مجرد أداة للتعبير عن الفنون الأدبية بل هي فن في حد ذاتها.
في مسح ثقافي لمكانة الأدب السعودي الثري بالمحتوى و الواسع بالأفكار والآفاق, نجد أنه محدود الحضور في هيكل الأدب العالمي, و اختزل أغلبه في ترجمات الى اللغة الإنجليزية، بطريقة غير احترافية، سواء في جودة الترجمة أو في تطبيق إجراءات النشر العالمية، حتى بات في إطار وضعه آخرون لا ينتمون إلى وجدانه وفكره. حيث لم يتمكن إلا القليل من أدبنا من عبور حاجز اللغة والنفوذ إلى اللغات الكونية ويقف ندا بين روائع الأدب الإنساني.
إيماناً بأهمية اللغة في بناء جسور من التواصل المعرفي و الثقافي و الأدبي بالضرورة، يأتي مشروع جسور الشعر في نسخته الأولى، وهو مشروع يعنى بترجمة أهم منتجات الشعر السعودي المعاصر، من اللغة العربية إلى لغات مختلفة، وذلك ضمن خطة ترجمة مدروسة وتتبع إجراءات النشر بمعايير احترافية.